مسار لجوء في الجمهورية الفرنسية.. تجربة شخصية

قصص يرويها اللاجئ عن الأحداث التي مر بها في وطنه أو في مشوار اللجوء

كاتب الموضوع
ABOT
مشاركات في هذا الموضوع: 1
مشاركات: 1
اشترك في: منذ 1 سنة
كسبت: Locked

مسار لجوء في الجمهورية الفرنسية.. تجربة شخصية

1#

مشاركة بواسطة ABOT » منذ 1 سنة

تمثل هذه الرحلة في فرنسا تجربة شخصية.

في هذه الفترة الصعبة التي نمر فيها في أوطاننا الخليجية، والسعودية تحديدا. يزداد القمع السياسي والحقوقي والديني، والإجبار على أفكار معينة بالإكراه. ويتعرض الناس في السعودية للعنف والتعذيب والسجن وربما القتل على أساس الاختلاف في الفكر، أو تغيير المعتقد الديني، أو الميول الجنسية. أو حتى محاولة الاستقلال في المنزل عن العائلة كما هو شائع عند النساء، وغيره كثير.

وتوجد أسباب سياسية أيضا. مثل التعبير عن الرأي، المطالبة بحقوق الإنسان، الإصلاح السياسي، الديمقراطية، والحريات الفردية.

ننطلق في الرحلة من مسار اللجوء في فرنسا، كيف كانت التجربة حتى الآن من منطلق ما رصدته ولم أدونه حتى الآن. سأعتمد على ذاكرتي بشكل كبير مع بعض المعلومات الأخرى. أولا فرنسا ليست بلد يلجأ له السعوديين عادة، وعدد السعوديين اللاجئين المعروفين على السوشال ميديا قليل جدا، شخصيا لا أعرف إلا شخص واحد فقط متواجد على السوشال ميديا.

لماذا إذا ذهبت إلى فرنسا؟

- لم تكن خطتي اللجوء إلى فرنسا، في الحقيقة لا توجد كثير من المعلومات من لاجئين حول فرنسا. كنت أفضل بريطانيا أو غيرها من الدول المعروفة التي تتحدث لغة إنجليزية، والتي يبدو مسارها في اللجوء واضح، وقد تحدث حولها العديد من اللاجئين واللاجئات السعوديين والخليجيين. لكن، كنت في عجلة لأنني في وضع خطير قد يؤدي إلى سجني ظلما. كانت فيزا بريطانيا في ذلك الوقت قبل 9 أشهر تقريبا تتأخر لما يقرب الشهر وربما أكثر أو يتم الرفض، وأبلغني المكتب الذي تعاملت معه فيما يتعلق بالفيزا أن فيزا فرنسا سريعة جدا في الإصدار، فتحت الاضطرار كانت فرنسا وجهتي.

في 2021/11/26 وصلت طائرتي إلى مطار شارل ديغول في باريس، كنت متردد في تقديم طلب لجوئي في المطار. لم تكن هناك معلومات واضحة حول تعامل سلطات المطارالفرنسية، وخشيت من إمكانية وقوع أي خطأ غير متوقع أو مفاجئ. خاصة أن قضية لجوئي معقدة وتضم طرف آخر معي، فكان القرار هو في عدم سؤال أي رجل أمن حول اللجوء داخل المطار، ووجدنا أنفسنا مع حالة التردد نمضي في الإجراءات ونختم الجواز ونخرج إلى عالم باريس. هذه الخطوة غير المحسوبة جيدا سببت بعض الصعوبات لاحقا، والسبب هو في قلة الموارد المالية. لكننا نجحنا.

لم تكن لدي خبرة كبيرة، فطلبت سيارة تاكسي بدل استخدام القطارات أو الباصات من المطار فكان سعره عالي جدا. في الحقيقة حتى لو استخدمت الباصات والقطارات فلا أعتقد أنني كنت سأصل للفندق الذي حجزته قبل خروجي من السعودية بسهولة. اللغة فرنسية، بلد جديد، باريس قد تتطلب ركوب أكثر من قطار لتصل لوجهتك.

في البداية لم أكن أعرف كيف سأطلب اللجوء من داخل باريس، جلست عدة أيام في باريس حتى جمعت بعض المعلومات، وأجريت بعض الإتصالات والتواصل. اتضح لي أنه في باريس بالتحديد يجب أن تتصل على رقم محدد من خلاله يمكن أن تحجز موعد، وهذا الرقم هو: 0142500900. من خلال الرقم حجزنا موعد، وكان بعد 5 أيام تقريبا، الموعد موجه لمركز أولي لإستقبال طالبي اللجوء اسمه SPADA، في هذا المركز تم أخذ معلوماتي الأولية مثل المعلومات الشخصية + أخذ صور شخصية. ملاحظة: عشان يعطيك الموظف موعد لابد يكون معاك رقم فرنسي، اشتري شريحة جديدة لنفسك. الشريحتين اللي اشتريناها كانت الواحدة تقريبا بسعر 9.99 يورو حسب ما أذكر.

أعطاني المركز الأولي موعد آخر لجهة أخرى في اليوم التالي، الجهة هي مكتب البرفكتور أو مكتب المحافظة. هنا كان مسار أكثر أهمية في رحلة طلب اللجوء. ذهبنا إلى الشباك الأولي الذي سجل بياناتنا، واطلع على جوازات سفرنا، وحسب ما أذكر كان الغرض تدقيق البيانات التي تم أخذها في اليوم السابق في المركز الأولي من حيث الأخطاء والصحة. ثم تم أخذ بصماتنا. بعدها توجهنا للشباك الآخر التابع للأوفي OFII وفي هذه الجهة سألنا الموظف إذا نحتاج مترجم، وتحدث معنا حول إذا كنا نحتاج مساعدة وسكن، وهنا توقع وتوافق على مساعدة الأوفي. بلغنا الموظف بأنه أقرب سكن في منطقة أخرى في فرنسا، وسيكون متاح بعد 4 أيام تقريبا، وأعطانا تذاكر سفر بالقطار لمنطقة تبعد عدة ساعات.

أيضا أعطانا بطاقة الدعم المالي الشهري، والبطاقة لا تتفعل إلا بعد تقريبا 45 يوم، وحصلنا على تأمين طبي استطعنا استخدامه بعد 3 أشهر. ملاحظتين مهمة: طوال الفترة ما قبل الوصول للسكن التابع للأوفي كنا نصرف من أموالنا اللي انتهت وقتها، وما كان متاح لنا الدفع حتى للسكن في الفندق لأنه لم نكن نعلم بأن التقديم من داخل باريس سيأخذ أكثر من أسبوعين حتى نصل للسكن والدعم المالي الأولي. النقطة الثانية حاولنا نعجل الحصول على السكن ولكن كان هذا أقرب موعد.

عشان كذا لابد تعمل حسابك إذا دخلت للمدينة، لابد يكون معاك مبلغ مالي يكفيك لمدة كافية. السكن، المعيشة، وحتى المواصلات لأنك ستنتقل بالقطار والمترو عدة مرات إذا مررت بنفس تجربتنا أو مسار شبيه. وإذا قدمت في المطار، فهذا يجنبك هذه التكاليف، ويسهل عليك أكثر. لا أعرف ماذا يحدث داخل المطار، لم أخوض التجربة.

أكمل القصة: أيضا أعطانا الأوفي ريسيبيسي، وهي إقامة مؤقتة تعطى للاجئ، وأيضا ملف الأوفبرا. هذا الملف هو أهم شيء في لجوئك. ملف الأوفبرا بالإنجليزي Ofpra. لازم تعبيه خلال 21 يوم من إستلامك له، وحسب تجربتنا كان فيه مساعدة في تعبئته لما وصلنا السكن. هذا الملف هو متعلق بسبب لجوئك، ومعلومات عنك. هو عن قصة لجوئك. الأوفبرا هي الجهة التي ستقوم معها بمقابلة اللجوء، وهي الجهة اللي تتخذ قرار اللجوء الخاص بك بالقبول أو الرفض بناء على قصتك وأدلتك والمقابلة معهم اللي تكون عبارة عن أسئلة عنك وعن قصتك التي كتبتها في ملف الأوفبرا. واختصار اسمها: مكتب حماية اللاجئين وعديمي الجنسية.

السكن اللي انتقلنا له كان سكن أولي، فما كان جيد. كان محطة عبينا فيها ملف الأوفبرا، وكتبنا القصة بمساعدة الجمعية التابعين لها. ثم انتقلنا مرة أخرى خلال أيام قليلة لمنزل آخر أفضل. مع السكن الجديد والجمعية الجديدة بقينا مدة 7 أشهر تقريبا حتى الآن منذ وصولنا. كان متاح لنا عمل أي إضافات على القصة أو إرفاق أدلة جديدة، وكان معانا مسؤول على ملفنا الخاص بالأوفبرا. أيضا فيه موظفة اجتماعية، وتم ترتيب لنا كل شيء نحتاجه إداريا، وترتيب الإجراءات، والاعداد لمقابلة الأوفبرا. المقابلة الأساسية والأهم.

قبل أقل من شهرين تمت مقابلة الأوفبرا في باريس، ونحن في إنتظار قرار الأوفبرا في لجوئنا. بخصوص المقابلة فهي عبارة عن أسئلة حول طلبك للجوء. عن أسبابك، عن القصة، ومعلومات عن حياتك، وعن التهديدات التي ستواجهه في حالة عودتك للسعودية. أخيرا هذه تجربتي الشخصية أنا عبدالرحمن مع السيدة شمائل.

إذا كان هناك معلومات أخرى حول اللجوء وإجراءته، وكان بالإمكان إجابتها، ويوجد وقت لذلك. يمكن التواصل مع شمائل على تويتر @Shamail9_



الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 24 زائراً