شرح إجراءات لجوء رهف

الثقافة العامة المرتبطة بمواضيع اللجوء
صورة العضو الشخصية

كاتب الموضوع
admin
Site Admin
مشاركات في هذا الموضوع: 1
مشاركات: 5013
اشترك في: منذ 7 سنوات
كسبت: Locked
المكان: ****
تلقّى لايكات: 784 مرة
الجنس:
اتصال:

شرح إجراءات لجوء رهف

1#

مشاركة بواسطة admin » منذ 5 سنوات

الفوضى التي صاحبت التعليقات على عملية لجوء رهف شابها الكثير من الباطل بسبب العواطف و السياسة و عدم فهم الأنظمة.

فما بين يساري يتهجم على حكومة أستراليا،

و وطنجي يتهم الغرب بالمؤامرة علينا،

و عربي يتباكى على أطفال سوريا الذين لم تهب كندا لنجدتهم،

بين ذلك كله توجد حقيقة بسيطة.


أولا، التصعيد الإعلامي:

تأخرت رهف في نشر اسمها الكامل و بث مقاطع يظهر فيها وجهها، لكنها تداركت ذلك في اللحظات الأخيرة قبل انقطاع حبل النجاة. و هذا يختلف عن مثلا قضية دينا علي التي لم تبث أي مقطع يظهر فيه وجهها.


ثانيا، هيومان رايتس واتش:

قام ممثلهم @Reaproy بدوره الإنساني على أكمل وجه فاستنهض الإعلام و الساسة و ناشد و كتب و ظهر في لقاءات تلفزيونية و دافع كأنه محام يدافع عن ابنته. على عكس ممثلهم @cooglea في قضية أشواق و أريج حيث أنه بدا متؤامرا في التكتم على القضية ربما لأنه له مصالح مع الحكومة السعودية تجعله يبيع ضميره مقابل حفنة دولارات.


ثالثا، الناشطون:

قمتُ بتنبيه سارة روبي التي بدورها نجحت في إقناع الصحفية الأسترالية صوفي للسفر من أستراليا إلى تايلند للتحصن مع رهف في غرفتها كي لا تقوم السلطات التايلندية بكسر باب الغرفة لإخراج شهد منها. و بذل عدد آخر من الناشطين مجهودا فريدا هذه المرة، خصوصا منى الطحاوي و طارق فتح لدرجة أن أحد الناشطين الهنود جهز نفسه للزعم بوجود قنبلة على طائرة الرحلة الكويتية لتعطيل الرحلة فيما لو تم اقتياد رهف قسرا إليها. و قام عدة ناشطين مثل عمر بن عبدالعزيز باستنفار أجهزة الإعلام.


رابعا، الأمم المتحدة:

واهمٌ من يعتقد أن الأمم المتحدة قد تدخلت بأسرع مما يتطلبه الموقف. بل كانت متباطئة و متخاذلة لدرجة أنها تركت التايلنديين يطرقون باب الغرفة و يكادون يرحلون رهف. فمن البديهي أن أي حالة كهذه يصب عليها الإعلام العالمي تركيزه الكامل يكون على الأمم المتحدة أن تتدخل فيها بحزم. لا تقل لي هنا لماذا الإعلام ركز على القضية، فهذا شرحناه أعلاه و كله بفضل الناشطين. لكن بعد تركيز الإعلام يأتي دور الأمم المتحدة لتمارس نفوذها لا أن تتلكأ لعيون الحكومة السعودية. لكن بعد أن طارت الطائرة و فشلت عملية الترحيل، مثّلوا كأنهم يتحركون بخطى حثيثة، و الواقع أن الطائرة طارت فصار تلكؤهم لا يفيد السعودية بل يشعل القضية إعلاميا أكثر فأكثر. هكذا صاروا مضطرين للتدخل على مضض و هم كارهون. الإجراءات لدى الأمم المتحدة استغرقت يوما واحدا لتمنح رهف الاعتراف بها "لاجئة" و هذا موجود في أنظمتهم و ليس خرقا فما بالك في حالة سُلطت عليها كل كاميرات العالم و معها صحفية أسترالية تلازمها ليل نهار و محامون متطوعون لم تقمعهم حكومة بلدهم خوفا من فقدان السياح.


خامسا، كندا:

كندا تقبل 10% من اللاجئين الذين تعترف بهم الأمم المتحدة. و عادة هي الأسرع. و قد كانت كندا أيضا الأسرع في قبول إنصاف حيدر عندما أحيلت من الأمم المتحدة، رغم أن علاقات كندا وقتها مع السعودية كانت على أحسن حال. فلا يوجد أي مفاجأة، بل إنني قلت في قروب تلغرام و عدة محادثات تويتر بأنه إذا تلكأت أستراليا في قبول رهف فإن كندا ستخطفها بسرعة. أما مسألة أن الإجراءات الكندية استغرقت يوما واحدا فقط فهذا بسبب أن الحالة كانت معروفة بسبب تحدث الإعلام عنها و متابعة السفير الكندي لقضيتها و وجود صحفية معها في غرفتها بالفندق. و لعلمك، لو كانت الحالة العاجلة غير معروفة مسبقا لكندا، فإن الإجراءات لا تزيد عن ثلاثة أيام.


سادسا، أستراليا:

تهيج الكثيرون لأن أستراليا ألغت تأشيرة رهف السياحية. لكن هذا إجراء روتيني فالتأشيرة السياحية للسياحة، أما من يريد اللجوء فيدخل إلى أستراليا بتأشيرة لجوء، إلا في الحالات التي يكون فيها مصلحة قومية حيث يمكن أن يدخل طالب اللجوء بتأشيرة سياحية. ثم إنه بعد اعتراف الأمم المتحدة برهف كلاجئة تأخرت أستراليا عن قبولها فتهيج الكثيرون مرة ثانية، لكن هل نعلم كم هو مقدار التأخير؟ ربما كانت أستراليا تنوي إصدار موافقتها بعد يوم واحد، لكن الوضع بالنسبة لرهف لا يتحمل الانتظار و لن تسمح لها الأمم المتحدة بتضييع الوقت فذلك مخالف للنظام. و بشكل عام فإن أستراليا لديها نظام يسمح لها بالاستجابة للحالات العاجلة خلال أيام مثلها مثل كندا إلا أن أستراليا ليست متعودة على الطريقة الكندية الخاطفة لالتقاط اللاجئ.


سابعا، العرب:

الذين يفكرون بالعاطفة لا بالأرقام هم الذين يتعامون عن حقيقة أنه عندما تأزمت الحرب السورية قبل 3 سنوات هبت كندا لتأخذ 25000 سوري بمعدل أكثر من 200 لاجئ يوميا:

https://globalnews.ca/news/4790726/syri ... itizenship

هذا غير السوريين الذين طلبوا اللجوء من داخل كندا، و أعدادهم تفوق بكثير أعداد السعوديين الذين طلبوا اللجوء من داخل كندا في نفس الفترات:

https://irb-cisr.gc.ca/en/statistics/pr ... index.aspx

فعلى العربي أن يسأل نفسه أولا: عندما تحصنت رهف في غرفتها، هل كنت أنت تفتش عن تغريدات تتحدث عن أطفال سوريا أم كنت تبحث بحماس عن مقاطع فيديو و صور تنشرها رهف على حسابها في تويتر؟ من الطبيعي أن العالم كله كان يتابع رهف فقد كانت قضية الساعة مثلما كان السوريون قبل 3 سنوات قضية الساعة. فتحرك كندا يتبع الاهتمام العالمي و هذا أمر طبيعي جدا. و هذا لا يعني أن كندا توقفت عن إنقاذ السوريين بل إنها تعمل في نفس الوقت على جلب الكثير منهم.


ثامنا، الغرب:

ملالا يوسف أفغانية مسلمة محجبة. و قد طافت العالم و قابلت رؤساء الدول و حصلت على جائزة نوبل و هي ما تزال طفلة. لم يقل أحد نريدها ملحدة أو سعودية. فكل ما في الأمر أن الغرب يتعاطى مع قضايا لا مع تصنيفات.







أهمية هذا الموضوع:

لو وقعت أنت أو شخص عزيز عليك في موقف رهف، فساعتها لن تفيدك الشوشرة التي أحيطت بها قضية رهف. من يريد النجاة عليه أن يفهم الإجراءات لا أن يتخيل كيف يجب أن يكون العالم المثالي.



الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 77 زائراً