الدعارة في بلدان اللجوء؟!

الثقافة العامة المرتبطة بمواضيع اللجوء
صورة العضو الشخصية

كاتب الموضوع
admin
Site Admin
مشاركات في هذا الموضوع: 1
مشاركات: 5013
اشترك في: منذ 7 سنوات
كسبت: Locked
المكان: ****
تلقّى لايكات: 784 مرة
الجنس:
اتصال:

الدعارة في بلدان اللجوء؟!

1#

مشاركة بواسطة admin » منذ 1 سنة

الدعارة موجودة في كل بلدان العالم.

الاسم القانوني للدعارة هو العمل الجنسي، أي تقديم الخدمات الجنسية مقابل المال.

أنواع الخدمات الجنسية:
  • المساج الإيروتيكي.
  • المداعبة الجنسية.
  • الإنزال أو الوصول للذروة الجنسية عبر التلامس.
  • الإدخال في الفم أو القبل أو الدبر.
هذا عدا عن بيع الصور و المقاطع و البثوث الجنسية.


العمل الجنسي مسموح به في بعض الدول و مجرّم في دول أخرى.

في بعض الدول فإن التجريم يقع على من يدفع المال، بينما الذي يأخذ المال لتقديم الخدمات الجنسية لا يعتبر قد ارتكب جريمة.

في معظم الدول يُعتبر التفاوض حول الخدمات الجنسية في الأماكن العامة (كالشارع) جريمة.

الدعارة تُعتبر عملا شأنها شأن المهن الأخرى، فلا يحق لك ممارستها بدون تصريح عمل. و عليك أن تدفع الضرائب.


هل صحيح أن اللاجئات يمارسن الدعارة في بلدان اللجوء؟

الدعارة موجودة في السعودية خصوصا في مكة. نعم، مكة هي أكثر مدينة سعودية تنتشر فيها الدعارة. و هذا الأمر لم يتغير منذ ما قبل ظهور الإسلام.

هذه التغريدة أخذت صورتها الآن فهي ما زالت منشورة منذ عشر سنوات لم يحذفها كاتبها:

صورة

نسخة مؤرشفة

نسخة مؤرشفة أخرى


و نحن كسعوديين نعلم يقينا أن الدعارة موجودة في السعودية. فلماذا تتوقع أن السعوديات عندما ينتقلن لبلد اللجوء لن توجد بينهن من تمارس الدعارة؟

الفرق بين الدعارة في السعودية و الدعارة في بلد اللجوء هو:
  • في السعودية لا تحظى المرأة - أو الرجل الذي يقدم الخدمات الجنسية - بالحماية.
  • لا يستطيع مقدم الخدمات الجنسية أن يظهر علنا في السعودية مما يقلل أرباحه كثيرا.
  • في أغلب بلدان اللجوء فإن المفلس يحصل على معونات حكومية توفر له السكن و التأمين الطبي و المصروف اليومي. لا يطلبون من المفلس أن يعمل في أي مهنة حساسة لا الدعارة و لا الجاسوسية و لا أي مهنة تتعارض مع دينه أو منظومة أخلاقه لكن يطلبون منه أن يعمل في الوظائف التي تناسب مؤهلاته فإن لم يكن لديه مؤهلات يطلبون منه أن يعمل في الوظائف التي لا تحتاج مؤهلات مثل التنظيف و حمل الكراتين. فمن يتجه للدعارة في بلدان اللجوء فأسبابه تكون مثلا أنه يمر بأزمة مالية بسبب أخطاء ارتكبها أو بسبب أنه يطمع في الحصول على المزيد من المال خصوصا لو كانت الأرباح المتوقعة كبيرة. بينما في السعودية يتجه الكثيرون للدعارة لأن البديل بالنسبة لهم هو التشرد أو المجاعة.

فقيام الأشخاص البالغين بتقديم الخدمات الجنسية في البلدان التي تسمح بذلك هو مهنة قانونية لا تقلل من احترام من يمارسها. لكنها مهنة لا تخلو من الحساسيات. فمثلا مهنة طبيب التوليد هي مهنة محترمة لكن طبيب التوليد لا يليق به أن يحكي بعض قصص عمله إلا لغرض أكاديمي أو علمي.


كم نسبة اللاجئات السعوديات اللاتي يمارسن الدعارة؟ هل هي 1% أم 10%؟ لا أعلم. لا أحد يستطيع أن يحصي ذلك. فأنت أيضا لا تعلم كم نسبة السعوديات اللاتي يمارسن الدعارة داخل السعودية. القضية التي تهمنا هي أن الانشغال بهذا الموضوع هو انشغال طفولي. فأنا كطبيب نفسي في **** أعالج جميع المرضى باحترام فلا أفرق بين من يمارس الدعارة و من لا يمارسها. لكن الغوغاء ينشغلون بهذه المواضيع التافهة لأنها أقصى اهتماماتهم.

في الحقيقة، فإن الأخلاق الهابطة تجدها فيمن يستعمل هذا الموضوع للتشنيع على اللاجئات كأنما هو موضوع خطير. بينما هو مجرد صورة من صور الحريات الشخصية.

أما بخصوص الزعم بأن اللاجئات يضررن لممارسة الدعارة فهو مجرد زعم صبياني تافه. إن دول اللجوء التي نتحدث عنها هي مقصد لكثير من العرب الذين يغامرون بحياتهم للوصول إليها، فهل هم يغامرون لكي يمارسوا الدعارة؟ قد يقول البعض إنه يعرف لاجئة مرت بأزمة مالية فمارست الدعارة.. طيب هذا شيء يحصل حتى داخل السعودية. الفرق بين السعودية و بلدان اللجوء هو أن من يقدم الخدمات الجنسية في بلدان اللجوء يستطيع طلب النجدة من الشرطة في أي وقت لو تعرض لاعتداء.

باعتباري طبيب نفسي يعمل في **** فإن عليك ألّا تتوقع أن تسمع مني رأيا يشبه آراء رجال الدين السعوديين. فحتى في البلدان التي تجرّم الدعارة لن تجد طبيبا نفسيا يبلغ الشرطة عن المريضة لأنها تمارس الدعارة، فهذه تُعتبر من أسرار المريض التي لا يوجد داعي لإفشائها. زد على ذلك أنني أدعو إلى تبني القوانين الغربية دون تجزيء، بمعنى أنه سواء أبحنا أم جرّمنا الدعارة في بلداننا فإن القوانين ينبغي أن تصاغ لتضمن حماية مقدمي الخدمات الجنسية بحيث لا يهابون إبلاغ الشرطة لو تعرضوا لعنف أو انتهاكات. أما على المستوى الشخصي فإنه لا يليق بمواطني الشعوب المتقدمة التقليل من احترام مقدمي الخدمات الجنسية. مثلا، في فلم Borat الذي صُوّر على طريقة الكاميرا الخفية قال أحد الشبان الأمريكيين (في مشهد سيارة الفان) بأنه لا يحترم العاهرات الروسيات. بعد طرح الفلم في السينما تم فصل ذلك الشاب من عمله بسبب تلفظه بتلك العبارة.

بعض اللاجئات السعوديات تصل إلى بلدان اللجوء و هي تحمل معها التفكير السعودي التقليدي، فهي تظن أن ما لا ترضاه على نفسها يصبح عارا على غيرها. لكن هذا التفكير لا يناسب الشعوب المتقدمة التي تبني قوانينها و أعرافها و أخلاقها على فلسفة حقوقية. فما لا ترضاه على نفسك هو أمر يخصك و ربما في بعض الحالات يكون من المقبول أن تستميل الأشخاص الذين تمون عليهم بعيدا عن ذلك الشيء الذي لا ترضاه على نفسك. أي لا بأس في أن تحاول برفق و أدب و كتمان أن تثني الأشخاص المقربين منك عن ممارسة الدعارة مستذكرا المخاطر الصحية المرتبطة بهذه المهنة، لكن لا يليق أبدا أن تتكلم عن العاهرات بانتقاص. و من حقك أن تقطع علاقتك بأي شخص بسبب مهنته لكن لا يليق بك أن تعلن أن سبب قطع علاقتك معه هو مهنته فاحتفظ بالأسباب لنفسك.

الانتقال من السعودية إلى بلد اللجوء يرافقه صراع في القيم. مثلا، في السعودية اعتاد الناس أن يشتموا اليهود دون أن يعاقبوا بينما في بلدان اللجوء يُعتبر ذلك جريمة. في بداية وصولك لبلد اللجوء تجد نفسك تخوض صراعا رهيبا بين قيمك القديمة و قيم بلد اللجوء. فأنت تفرح عندما تشاهد بلدان اللجوء تحترم حقوق المرأة لكنك تنصدم عندما تجد أنهم يحترمون العاهرات فتتيه في محاولة الوصول إلى نقطة توازن ثم في الأخير تكتشف أن احترام حقوق المرأة مرتبط جذريا باحترام العاهرات حتى لو كانت الدعارة مجرّمة. و الاحترام المقصود هنا لا علاقة له بالصداقة أو بما يدور في داخل رأسك بل المواقف المعلنة و طريقة التعامل. كذلك عندما تفكر في هذا الموضوع فليكن تفكيرك منصبا على معاناة مقدمي الخدمات الجنسية و الأزمات المالية التي يمرون بها و الصراعات النفسية التي يخوضونها بدلا من أن تنظر للموضوع بعين المجتمع الشرقي. لكي تكون إنسانا لا حيوانا فإنه عندما تخطر صورة عاهرة ببالك فلتكن صورة دموعها لا صورة أعضائها التناسلية.

في بلداننا تطغى الثقافة الشوارعية بحيث يكون الصوت الأعلى للمنحط الذي يشتم اللاجئات بألفاظه القذرة، حتى تشعر أنه لا يكاد يوجد صوت غيره. أما في بلدان اللجوء فتطغى الثقافة الأكاديمية بحيث يكون الصوت الأعلى للعلماء و العباقرة الذين ينظرون للموضوع نظرة إنسانية. خذ مثلا عندما أعلنت الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز أنها مارست الجنس مع الرئيس الأمريكي ترامب، لم نسمع أحدا من المعروفين يشتمها أو ينتقص من مكانتها بل على العكس من ذلك فإنها ظهرت في مقابلات تلفزيونية حيث عوملت باحترام كأي ضيف آخر. ففي المجتمعات المتقدمة لن تجد من يشتم ستورمي دانييلز إلا ربما حفنة من المجرمين المندسين في كهوف الظلام.



الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 77 زائراً