النزاع على حضانة الطفل في بلد اللجوء

مواضيع تتعلق بلجوء من هم دون 18 سنة
صورة العضو الشخصية

كاتب الموضوع
admin
Site Admin
مشاركات في هذا الموضوع: 1
مشاركات: 5013
اشترك في: منذ 7 سنوات
كسبت: Locked
المكان: ****
تلقّى لايكات: 784 مرة
الجنس:
اتصال:

النزاع على حضانة الطفل في بلد اللجوء

1#

مشاركة بواسطة admin » منذ 6 سنوات

ماذا يحدث عندما تهرب الأم مع طفلها أو أطفالها إلى بلد اللجوء ثم ينشب نزاع على الحضانة مع شخص من السعودية يطلب حضانة الأطفال لنفسه؟

المسألة أساسا معقدة، لكن في نفس الوقت هناك جوانب واضحة. و أنا لست خبيرا قانونيا لكني سأذكر ما أرجحه بحكم خبرتي. فهو ليس رأيا قانونيا بل أفكارا عامة عليك ألا تأخذها بحرفيتها بل تتعامل معها كمبادئ يمكن الاسترشاد بها.

و النزاع ينقسم عادة إلى شقين:

1- هل قامت الأم باختطاف الطفل؟

2- هل الأم يحق لها أن تكون الحاضن الوحيد للطفل؟ هل يمكن أن ينجح والد الطفل (أو أحد آخر) في انتزاع الحضانة منها؟ هل يمكن أن ينجح أحد في تقاسم الحضانة معها؟ هل يمكن أن ينجح والد الطفل في الحصول على حق زيارة الطفل و الانفراد به؟ هل يمكن أن ينجح والد الطفل في الحصول على حق زيارة الطفل دون الانفراد به؟

عندما يكون هناك قرار قضائي سعودي بمنح حضانة الطفل لشخص غير والدته التي هربت به إلى بلد اللجوء، فهي تعتبر قامت بخطفه حسب قوانين السعودية. لكن ماذا عن بلد اللجوء؟ هنا يوجد عدة أمور مهمة:

- هل هناك خطر على الطفل من البقاء في السعودية، خصوصا من حاضنه؟ هل لو أعيد إلى السعودية سيشكل ذلك خطرا عليه؟
- هل يستطيع الطفل أن يشرح بنفسه الخطر الذي يتهدده؟ هل هو مقتنع بالخطر؟ هل هو مستوعب لتبعات اللجوء و تبعات العودة للسعودية؟
- هل الطفل لديه مسوغاته الخاصة باللجوء؟ مثلا ترك الإسلام أو تعرض للتعنيف أو رفض الحجاب أو رفض الصلاة أو رفض حفظ القرآن. ملاحظة: حسب رأيي لدى أي تلميذ من الأهلية ما يمكنه من ترك الإسلام، أما اختيار دين جديد فالأهلية لذلك تعتمد على عمره و ذكائه.
- هل سمح حاضن الطفل لأمه باصطحابه خارج السعودية؟ هل سمح لها باصطحابه إلى بلد اللجوء؟
- هل سمح حاضن الطفل لأمه باصطحابه إلى بلد ثالث، ثم هربت هي مع الطفل إلى بلد اللجوء؟

و حسب الإجابات على الأسئلة أعلاه قد تقرر نيابة الشرطة عدم النظر بتاتا في شكوى الاختطاف، أو قد تحيلها للمحكمة ثم يقرر القاضي أنه لا توجد جريمة خطف. و العنصر الأقوى هنا هو أن يكون الطفل لديه مسوغاته الخاصة باللجوء و يستطيع أن يشرحها للمحقق. كذلك إذا كان الحاضن قد سمح لأم الطفل بالسفر لبلد اللجوء فلا توجد جريمة اختطاف أساسا. أما إذا كان قد سمح لها بالسفر إلى بلد ثالث فهربت منه إلى بلد اللجوء فسيصبح إثبات الاختطاف أصعب من لو هربت بالطفل من السعودية.

أما بخصوص الحضانة، فالبت فيها يحتاج لعدة سنوات. و ما لم يكن الطفل راغبا بنفسه في العودة للسعودية، أو عاجزا عن التعبير عن أفكاره لصغر سنة أو لتخلف عقلي، فمن المستبعد إرجاعه. لكن بشكل عام إذا كانت الأم لديها الحضانة بموجب قرار قضائي سعودي فلا يوجد سبب للخشية. أما إذا كان الحاضن شخصا آخر فهو يملك ما يدعم مطالبه باستعادة الطفل، لكن ليس بشكل أكيد و ليس فورا. و هناك أمور تحدد نتيجة النزاع مثل:

- إذا كان المتنازعان على الحضانة سعوديان مسلمان فربما يحتكم القاضي إلى القانون السعودي على علاته.
- إذا طلب الطفل اللجوء بمسوغاته الخاصة به فعلى الأرجح سيحصل على اللجوء بسهولة و بعدها يصبح من شبه المستحيل إرغامه على العودة للسعودية.
- إذا كان هناك خطر يتهدد الطفل في السعودية فهو يستحق البقاء في بلد اللجوء. و إذا كان الحاضن هو أحد مصادر الخطر، فإن ذلك يرفع من فرصة الأم للحصول على الحضانة.
- تستطيع أن الأم أن ترفع فرصة الحصول على الحضانة بالقول أنها تريد بقاء الطفل في بلد اللجوء لكي يمتلك الحرية الدينية (بما فيها حرية نزع الحجاب) و حرية اختيار الميول الجنسية.
- ربما يكون الحاضن في وطن الطفل هو شخص لا تعترف به قوانين بلد اللجوء. مثلا، في أوطاننا يمكن أن تصدر المحكمة حكما بنزع حضانة الطفل من أمه لأسباب دينية (كالليبرالية) و تسليم الحضانة للجدة. فتصبح الجدة هي الوحيدة القادرة على الدخول في نزاع على الحضانة مع أم الطفل، فيكون موقف الجدة ضعيفا في بلد اللجوء.

كذلك يمكن للأم أن تهدد باللجوء للإعلام لحشد التعاطف للطفل كي لا يتم إرجاعه لبلد لا حقوق فيه للطفل.

و يمكن أن تستعين الأم في النزاع بنصوص تثبت انعدام حقوق الطفل في السعودية كالتي تجدها في الموضوع التالي:

viewtopic.php?f=8&t=323




بقي نقطة أخيرة، و هي لو طلبت الأم اللجوء لنفسها و أطفالها أثناء وجود أطفالها و زوجها معها، فهل سيتم التفريق بينهم؟ إذا كانت تملك أدلة على تعرض الأطفال للتعنيف أو التحرش، أو كان الطفل قادرا على الشكوى أو تأكيد صحة الاتهامات، فيصبح لزاما على الشرطة فصل الأطفال عن الأب المعنف أو المتحرش. أما إذا لم يكن لديها أدلة و لا الأطفال قادرون على تأكيد صحة الاتهامات، فالإجراءات ستكون مرتجلة بحسب الظروف. لذا فإنه في هذه الحالة تستفيد المرأة لو أخذت الأطفال خلسة و ذهبت بهم فورا للملجأ أو الجهة المختصة باللجوء لطلب اللجوء (و هذا لا يعتبر اختطافا لأنه التجاء لوسائل حماية حكومية) حيث يصبح الأب بعدها غير قادر بسهولة على اللقاء بأطفاله إلا بإجراءات ربما تمر بالمحكمة. أما لو ذهبت بالأطفال إلى الشرطة لطلب اللجوء عندهم، فستكون ردة فعلهم مرتجلة حيث ربما يأخذون الأم و أطفالها فورا للملجأ أو إلى دار حماية النساء أو يذهبون و يجلبون الأب ليحققوا معها.



الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائراً