شهد ****:
تواصلتْ معي حنين و شهد عندما كانتا في السعودية. و تابعتُ معهما في السعودية ثم أثناء عبورهما من دبي ترانزيت. و عندما وصلتا فرانكفورت كنت أتحرى منهما خبر وصولهما، لكنهما كانتا تلهيان (أعرف التفاصيل لكن لن أذكرها) فتركتاني لساعات طويلة أتحرى وصولهما قلقا، و لم تخبراني عن وصولهما إلا في وقت متأخر.
في ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي، قررتا السفر من فرانكفورت إلى برلين لطلب اللجوء هناك. و عند الصباح لم يرافقهما زياد إلى المكتب الاتحادي، فكنتُ لوحدي أتابع معهما و أرشدهما عبر الواتسب و أترجم لهما الأوراق التي باللغة ****.
كانتا تريدان الحصول على اللجوء السياسي بدون إعلان. و اللجوء السياسي لا يُمنح إلا لمن تطارده الحكومة السعودية. فاتصلت بي حنين من برلين، و كان يوم أحد. و كانت شهد معها و تشاركها في القرار و الحوار. حنين هي التي بادرت بطرح فكرة أن تتظاهرا أمام السفارة السعودية في برلين، و شهد كانت مؤيدة بكل تأكيد لأن حنين كانت تحدثني ثم تشاور شهد و أنا أسمع حديثهما. شرحتُ لحنين أن فكرتها يمكن أن تجلب اللجوء السياسي بشرط أن تكتبا اسميهما بجانب الشعارات على اليافطات التي سيرفعنها أثناء المظاهرة. و اقترحتُ أن تطلبا من زياد أن يرافقهما ليصورهما و يكون مصدر أمان. و كررت ُ أن بإمكانهما إبلاغ الشرطة مسبقا عن الخطة. لم أحدد لهما شعارات معينة، لكن ضربت أمثلة كالمطالبة بالديمقراطية و حقوق المرأة، أو أي مطالب حقوقية مجرمة في السعودية يعاقب عليها النظام الطاغي بالسجن لفترة جسيمة.
توضيح: شارع السفارة السعودية ببرلين لا يخلو من السيارات. و الرصيف عريض و لا يكاد يكون به مارّة. فلو وقف أحد في عمق الرصيف حاملا يافطات، فلن يقرأها أحد إلا موظفي السفارة المرابطين في كشك البوابة. و العملية كلها يمكن أن تتم خلال 30 ثانية.

صورة لمظاهرة فيمن أمام السفارة السعودية ببرلين
اتصلتْ حنين بزياد ليرافقهما من أجل التصوير، لكنه رفض. و أخبرتني حنين عن رفضه و أنها تود لو تجد شخصا آخر.
علاقتي بحنين و شهد كانت علاقة ناشط بطالبي لجوء. فكنت أقدم لهما كل ما يمكنني من مساندة. محادثات كتابية. و اتصالات هاتفية. و ترجمة للخطابات التي باللغة ****. و مشورة بخصوص محتوى الخطابات. و مشورة بخصوص الإجراءات. حتى أنه في مرة كان الخطاب مكتوبا بلغة قانونية معقدة و اضطررت لقرائته عدة مرات بتركيز شديد. و قد حاولتا أن تتقابلا معي شخصيا، لكني رفضتُ رغم إصرارهما. فأنا دوري هو مساندتها و دعمهما و لا يوجد وراء ذلك أي أهداف شخصية. و طالما أن التقابل شخصيا لن يكون وراءه سوى دواعي شخصية، فقد رفضتُه.
كل هذا الدعم قدمته لهما دون أن أطلب مقابلا أو أن أفكر في أن يكون هناك أي مقابل. فكل ما أريده هو أن أساندهما بقدر ما أستطيع. و تم قبول لجوئهما في ****.
لكن ما حدث مؤخرا يؤكد أن بعض اللاجئين مهما ساعدته فهو لا يرد إلا بالتخريب.
فقبل أيام نشرتْ رنا أحمد في مقطع فيديو زعمها بأنني قلت للاجئة "روحي تظاهري أمام السفارة السعودية و سبي الإسلام و سبي الحكومة".
أولا: ليس من أسلوبي أن أقول لأحد "سب" دينا أو حكومة. و تغريداتي التي بلغ عددها عشرات الآلاف تشهد لي بذلك. أما من ناحية المظاهرات المطالِبة بالحقوق، فهي تصرف حضاري شائع في الدول المتقدمة. و المظاهرات أمام السفارات السعودية تتكرر في أرجاء العالم دون أي حادث يُذكر.
ثانيا: حنين و شهد هما من بادر بالفكرة و ليس أنا، أو على الأقل بادرت حنين بالفكرة و وافقت عليها شهد ثم عرضتاها علي.
ثالثا: زياد هو الذي رفض أن يرافقهما. و لذلك تراجعتا عن الفكرة.
بعدما نشرتُ تكذيبي لرواية رنا أحمد، اتصلتْ بي شهد هاتفيا، و اعترفتْ لي أنها قالت لرنا أحمد ما يلي:
"حنين هي صاحبة الفكرة. و هي من اقترحت ذلك على طالب. لكن أنا رفضتُ الفكرة رفضا قاطعا".
قلتُ لها:
"أنت كذابة. فأنت لم ترفضي الفكرة. و زياد شاهد على أنكما كنتما تنويان التظاهر لولا أنه رفض مرافقتكما".
شهد كانت تصر على أن أحذف تغريدتي، فاشترطتُ عليها أن يقوم أحد معروف بالكتابة على تويتر بأنه مطّلع على القصة و يشهد بأنني لم أقترح الفكرة عليهما بل ان الإقتراح جاء منهما أو على الأقل جاء من حنين لأن حنين هي التي كانت تحدثني هاتفيا.
و لأن شهد لم تلبّ شرطي فقد رفضتُ حذف التغريدة.
فما كان من شهد إلا أن قالت لي "أنت تكذب. و أنت استغلالي". و هددتني بالشرطة.
قلت لها "اكتبي كلامك هذا على واتسب، و أنا الذي سأبلغ الشرطة. و زياد يشهد".
ثم هددتني بإنهاء المكالمة، فأغلقتُ السماعة بوجهها.
أنا أتساءل: ما الداعي أصلا لأن تقول هي القصة لرنا أحمد؟ كان بإمكانها أن تخفي الموضوع، و لن يسمع به أحد. لكنها فضّلت أن تقول القصة مع تحريفها لتُظهر نفسها كأنها لا علاقة لها بالفكرة و لم تقبل بها و لم تنوي التظاهر!! ما هي مصلحتها؟ لا أفهم ما الذي استفادت، إلا إذا كانت تريد عمدا أن تغذي رنا أحمد بفكرة ضدي تصلح للإشاعات الغبية و التحريض. هل بعد كل الجهد الذي بذلته لأجلها بدون أي مقابل، تقوم باختراع كذبة ضدي؟ هذا هو اللاجئ الذي مهما قدمت له فإنه لا يفكر في شيء سوى في إلحاق الضرر بك.
هي بعد أن استنفذت مني مجهودا هائلا بذلتُه في مساعدتها، ذهبت تريد أن تكسب ود رنا أحمد بالنهش في لحمي دون أي مراعاة للقيم و المبادئ.
عبير البلوي:
ظهرت في المنتدى فتاة اسم معرفها Ana و رابط ملفها هو:
memberlist.php?mode=viewprofile&u=1911
و عبّرتْ عن نيتها تزييف مسوغات اللجوء لخداع السلطات البريطانية، فنصحناها ضد تلك الفكرة.
حسب قولها، فإنها استشارت محاميا فأخبرها بأن أمامها سبيل للجوء عبر الإعلان عن ترك الإسلام إعلانا جادا.
قامت بعدها Ana بنشر موضوع في المنتدى تحت عنوان "ممكن مساعدتكم بنشر اشهار الحادي ع تويتر"، و كانت التغريدة المقصودة منشورة على حساب تُدعى صاحبته عبير سعد البلوي. و عندما نشرتُ عنها تغريدة على حساب @SaudiExMuslims مستعملا نفس الصورة التي في تغريدتها، طلبتْ مني أن أحذف تغريدتي فحذفتُها. بعدها قامت هي بالتغريدة بصورة ثانية و طلبت مني أن أعيد التغريد عنها بتلك الصورة الثانية.
بعدها ظهرت فتاة على تويتر اسم حسابها Nojoud Alrumaihi زاعمة أن الصورة (الثانية) في تلك التغريدة هي صورتها و طلبت مني أن أحذفها. حاولتُ أن أتواصل مع Nojoud Alrumaihi لكنها لم تتعاون فلم أستطع التحقق من هويتها و لم أعرف رقم هاتفها أو أي شيء يمكن للشرطة البريطانية من خلاله تحديد هويتها. في نفس الوقت كانت Ana تحاول على تلغرام إقناعي بحذف التغريدة.
قررتُ أن أتريث في موضوع حذف التغريدة، و أبلغتُ الشرطة البريطانية عن كل تفاصيل ما حدث بالأدلة مع الروابط من المنتدى.
بدا لي من التفاصيل الدقيقة أن Ana هي طالبة لجوء حقيقية في بريطانيا.
أنا أرجح أن Ana (التي ربما يكون اسمها الحقيقي فعلا هو عبير سعد البلوي) قد وضعت نفسها في ورطة. و بقي أن نتساءل: ماذا استفادت سوى التخريب؟ الشرطة البريطانية (Home Office) هي نفسها الجهة المسؤولة عن اللجوء. طبعا نحن لا نعلم إن كانت عبير مسلمة تدعي أنها ملحدة، أم ملحدة أرادت أن تحتال في مسوغات اللجوء، أم أن الصورة هي فعلا صورتها لكنها أرادت أن تحذفها عبر تلفيق كذبة بالاتفاق مع Nojour Alrumaihi، إلا أنه في كل الأحوال هي لم تستفد شيئا سوى أنها جلبت الضرر لنفسها.
في اللحظة التي قلنا فيها لـ Nojoud Alrumaihi أننا نطلب تعاونها لإبلاغ الشرطة البريطانية، انقلبت Ana في أسلوبها و بدأت تشتم و تحاول تصوير الأمر بأنه برمته ليس سوى مقلب. أنا لا أظن أنه كان مقلبا، بل أرجح أنها أرادت تصويره كمقلب كي تضعف عزيمتنا في إبلاغ الشرطة البريطانية. لكننا أبلغنا الشرطة على كل حال، و هي عليها الآن أن تتحمل النتائج.