الأشخاص الذين يعرفون أنني أرفض التواصل على الخاص، قد يستغربون من كتابتي لهذا الموضوع. فلماذا أكتب موضوعا عن فائدة التواصل مع خبير، في حين أنني أرفض أن أتواصل مع طالبي اللجوء على الخاص لأقدم لهم ما يقدمه الخبير من العون؟
الجواب: أنا أحاول أن أنشر كل ما لدي من معلومات عن اللجوء و لا أدخر شيئا. و كلمة "خبير" هي كلمة نسبية، يمكن أن تعني طالب لجوء آخر طلب اللجوء قبلك بشهر أو بسنة. فأنا عندما أثقفك بفوائد التواصل مع خبير، لا يعني أنني ألزم نفسي بأن أكون هذا الخبير الذي يعينك. فلو كنت سأستجيب لطلبات التواصل على الخاص لتواصل معي الآلاف من طالبي اللجوء السعوديين و كل واحد منهم لديه عشرات أو مئات الأسئلة، ما يجعل الأمر مستحيلا.
عند طلب اللجوء في المطار:
وجود الخبير الذي يتابع معك هو أمر مطمئن من الناحية النفسية، و يزيد شعورك بصحة قراراتك خصوصا إذا كنت تمر بالمطار ترانزيت بدون تأشيرة و تريد تفويت الرحلة التالية لتطلب اللجوء بعد ذلك. و يمكن للخبير أن يكتب لك العبارات على الواتسب لتريها للمسؤولين، إلى أن يحضر المترجم. أما أهم دور للخبير فهو لو غدر بك مسؤولو المطار و لم يدونوا أنك طلبت اللجوء، فحينها بإمكانه مثلا أن يتصل بالشرطة الاتحادية ليجادلهم أو ليصبح شاهدا ضدهم أو حتى أن يحضر بنفسه للمطار قبل أن يتم ترحيلك.
عند طلب اللجوء عند بوابة أحد ملاجئ الاستقبال الأولي:
الأمر يصبح حينها أبسط بكثير. لكن هناك مواقف يفيدك فيها بقاء الخبير على تواصل معك. مرة ذهبت طالبة لجوء لبوابة ملجأ جيسن فقيل لها "اذهبي أولا للمكتب الاتحادي" و كان يبعد 10 كيلومتر، فأصيبت بخوف لكني طمأنتها بأن هذا أمر بسيط. و مرة ذهبت طالبة لجوء لبوابة الملجأ فكان أحد موظفي الأمن عند البوابة عربيا فسألها بحقد "لماذا تطلبين اللجوء و أنت سعودية؟"، فقلت لها اشتكي عليه عند المكتب الاتحادي، و فعلا تمت محاسبته. أما في الحالات الاعتيادية فسوف يتم تصويرك و تبصيمك و سؤالك أسئلة بسيطة ثم يتم إيداعك في غرفة يتقاسمها معك عادةً أشخاص آخرين، لكن يمكن أن يتم نقلك في اليوم التالي لغرفة أخرى بعد أن تتقابل مع المشرف.
عند طلب اللجوء في أحد فروع المكتب الاتحادي:
في جميع فروع المكتب الاتحادي إما سيقال لك اذهب أولا إلى الملجأ أو سيتم إدخال بياناتك للكمبيوتر ثم إرسالك إلى الملجأ. دور الخبير في هذه الحالة محدود، إلا إذا كنت تريد طلب اللجوء عند المكتب الاتحادي ببرلين من أجل أن تبقى في برلين، فحينها قد يفيدك الخبير في إرشادك لكي لا يتم تصريفك لتطلب اللجوء عند الملجأ فينتهي بك المطاف إلى هالبرشتات، لكن على الأغلب سيتم تصريفك مهما بذل الخبير من جهد.
أثناء الإقامة في للملجأ:
دور الخبير محدود جدا، و قد لا يتجاوز الدعم النفسي. لكنه أحيانا يفيدك في إرشادك لاستعمال المواصلات في المدينة و معرفة أماكن التسوق. أما أكبر فائدة محتملة هو أن يقرأ لك الخطابات التي تصلك باللغة الألمانية، خصوصا لو كان الخطاب مكتوبا فيه أنهم سيقطعون عنك الصرف بسبب أن أخاك أو أباك أو زوجك أو أحد غيرهم قد كتب لك الضمان المالي و عليه أن يصرف عليك. حينها يمكن للخبير، إذا كان متمكنا من اللغة الألمانية، و واعيا بالجوانب القانونية، أن يكتب لك خطابا توضح فيه لماذا الشخص الذي كتب لك الضمان المالي هو حاليا ليس قادرا على أو ليس راغبا في الصرف عليك (مثلا: والدك انقلب ضدك لأنك طلبت اللجوء).
بعد الحصول على اللجوء:
يفيدك الخبير خصوصا إذا كنت تريد النقل إلى مدينة غير التي أوقعك الحظ فيها، لكن في هذه الحالة لا يضمن لك الخبير تحقق مرادك. لذا فإن الخبير التابع لمنظمة يكون دوره أكثر فاعلية لأنه يقدم حججا تدعم نقلك من مدينتك إلى المدينة المرغوبة. و حتى لو كانت الحجج فارغة و مجرد اختلاق، فإن كونها مدموغة بدمغ المنظمة يجعل المسؤوليين يتعاطون معها بجدية. أما الخبير غير التابع لمنظمة فأقصى ما يمكن أن يفعله هو أن يقول لك حاول أن تقول كذا أو كذا، ثم يساعدك في ترجمة الرسائل و كتابة الخطابات. بعد كل انتقال لمدينة ما، يفيدك الخبير في إرشادك إلى ما ينبغي فعله مع مركز العمل (الجوبسنتر) و صندوق العائلة (إذا كان معك قُصّر) و أحيانا المكتب الاجتماعي، لكن هذه الأمور ستجد أنك تُساق إليها فكل خطوة تجرك للتي بعدها بحيث تجد نفسك لا إراديا مستغنيا عن دعم الخبير، رغم أنه بكل تأكيد إذا كان الخبير مستعدا لترجمة كل الأوراق التي تصلك فإن ذلك سيفيدك كثيرا.
اللجوء ألمانيا: بماذا يمكن أن يفيدك الخبير عندما تطلب اللجوء في ألمانيا؟
-
- مشاركات في هذا الموضوع: 1
- كسبت: Locked
Re: بماذا يمكن أن يفيدك الخبير عندما تطلب اللجوء في ألمانيا؟
من هو الخبير ؟ وأين أجد خبير يساعدني عندما أصل لألمانيا ؟
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 0 زائر