
سابقا كانت الدول المتقدمة تتشدد في أدلة المثلية. و بعض الدول الأقل تقدما كانت تشترط اختبارات مهينة على المثليين للتأكد من مثليتهم. أما حاليا، حسب الحالات التي تابعتها، فالمهم في الدول المتقدمة هو الإقناع بالإضافة إلى تقديم الأدلة التي في نطاق استطاعتك. فمن جهة عليك ألا تخاف و ألا تهتم للتهويل التخويفي الذي يبثه المرجفون والمخذلون الذين يحاربون فكرة اللجوء، طالما أنك صادق في كلامك. و من جهة أخرى عليك ألا تتهاون في إعداد جميع الأدلة التي لا يصعب عليك جمعها.
أما لو كنت تكذب و شعر المحقق أو القاضي بذلك فتلك مسؤوليتك.
أمثلة على أدلية المثلية بدءا بالأسهل:
1- تقديم قصة مقنعة. هذا في الواقع هو أهم دليل. عليك أن تسرد للمحقق متى اكتشفتَ أنك مثلي، و ما هي التجارب المثلية التي خضتها، و لماذا تشكل الإقامة في السعودية مانعا لممارسة مثليتك بحرية، و ما هو الخطر الذي يحيق بك لو مارست المثلية في السعودية، و لماذا لا توجد لديك بدائل.
2- التسجيل في apps خاص بالمثليين. تقريبا الكل صار الآن يحمل جوالا ذكيا. فبإمكانك بسهولة أن تبحث باستعمال كلمة gay أو lesbian أو homosexual عن تطبيقات خاصة للمثليين و تحملها على جهازك و تسجل فيها. كلما كان التسجيل فيها أبكر كلما كان أفضل، لكن إذا كان التسجيل فيها أثناء وجودك في السعودية يشكل خطرا عليك فلا تسجل إلا بعد وصولك لبلد اللجوء.
3- التسجيل في مواقع انترنت خاصة بالمثليين.
4- صورك في أندية المثليين. بعد وصولك لبلد اللجوء، أو أثناء السياحة في أحد البلدان، قم بالتصوير في أندية المثليين. حاول أن تكون الصورة فيها ما يثبت أن هذا المكان للمثليين و ذلك بأن يظهر المحتفلون المثليون في خلفية الصورة بهيئة تدل على أنهم مثليين، أو صوّر داخل و خارج النادي بحيث تظهر لوحة النادي في الصورة و يكون بإمكان المحقق أن يبحث عن اسم النادي في الإنترنت و يتحقق أنه ناد للمثليين. أو أن يكون النادي قريبا من مقر عمل المحقق و معروفا له.
5- صورك أثناء المشاركة في احتفالات و مظاهرات المثليين.
6- ما يرد في التقارير الطبية النفسية عن مثليتك. التقارير الطبية يمكن أن تكون من بلدك أو من بلد اللجوء. إذا كنت تعاني من اكتئاب أو قلق أو تبعات الاضطهاد الذي عانيته في السعودية فتوجه للطبيب النفسي في بلد اللجوء و اطلب منه تقريرا تقدمه لسلطات اللجوء.
7- إفادات من أشخاص يعرفونك. يمكن لأي شخص يعرفك و يدري أنك مثلي أن يقدم إفادته إما حضوريا أثناء المقابلة/المحاكمة أو بتسجيل فيديو مثلا. و يمكن أن تكون الإفادة بوسائل أخرى كالإيميل لكن قبولها يعتمد على مدى الموثوقية كأن يكون الإيميل لشخص معروف.
8- صورك أثناء المداعبة أو الممارسة الجنسية مع شريكك.
9- إذا كان شريكك موجودا أثناء المقابلة أو المحاكمة، و أنت لا تمانع في مداعبته أو تقبيله أمام المحقق/القاضي، فاعرض الفكرة كإثبات على مثليتك.
ختاما، عندما تقرأ السطور أعلاه عليك أن تستوعبها بذهنية قانونية. فأنا بعد الأسئلة التي وصلتني من السعوديين، لا أستبعد أن يسألني أحدهم "طيب هل ممكن أقدم فيديو بدل الصور؟". طبعا بإمكانك أن تقدم فيديو بدل الصور، لأن الفيديو أكثر مصداقية من الصور. فلا شيء مما ذكر أعلاه ينبغي أن يُفهم بحرفيته، بل أن تستوعب فكرة أن هذه أدلة هدفها الإقناع و الإثبات. فالمطلوب أساسا هو أن تقنع المحقق/القاضي بأن إرجاعك إلى السعودية يشكل خطرا جسيما أو حرمانا جسيما، و هكذا تصبح مستحقا للجوء. ليس المطلوب أن تقدم دليلا معينا. و أيضا يمكن أن تقدم عشرة أدلة و يُرفض طلب لجوئك لأنك وقعت في تناقضات كشفت كذبك. أو يمكن أن يكتشف المحقق أن مثليتك لا تشكل خطرا عليك في السعودية لأنك تملك قصرا تقيم فيه حفلات العربدة دون أن يستطيع أحد مساءلتك. عندما تتحدث مع المحقق فليس يهمه بالدرجة الأولى أن تكون مثليا أو لا تكون، بل يهمه أن تكون في خطر أو لا تكون. فقم بصياغة قصتك بطريقة توضح الخطر. مثلا، إذا كنت تحكي للمحقق عن علاقاتك المثلية في السعودية فشدد على حقيقة أنك كنت تمارسها بخوف و في أوقات قليلة بسبب خشية الانكشاف. أو قل للمحقق أنك بسبب هذا الخطر كنت محروما من ممارسة المثلية في السعودية. اجعل الموضوع دائما هو الخطر المحدق بك.