فهل ذلك صحيح؟
أولا: إذا قامت الحكومة السعودية بتخريم الجواز، أو الختم عليه بأنه ملغى، فهذا موضوع آخر لا نقصده. نحن نقصد الحالات التي يكون فيها الجواز عند صاحبه ثم يزعم صاحبه أن الحكومة السعودية ألغته قانونيا بحيث أنه لم يعد قادرا على استعماله، رغم عدم تخريم الجواز أو ختمه بختم إلغاء.
ثانيا: عندما يزعم شخص ما بأن الحكومة السعودية ألغت جوازه، بلا تخريم و لا ختم، فإن علينا أن نتساءل: ماذا يعني الإلغاء؟ أي ماذا يترتب على ذلك؟ دعني أشرح لماذا هذا السؤال مهم. أنا مثلا عندما كان جوازي ينتهي أثناء مكوثي في ألمانيا، أرسله للسفارة السعودية فيختمون عليه ختم تمديد. و عندما أسافر به بعد ذلك، يتضح لي أن المطارات الدولية ليس فيها أي معلومات عن جوازي سوى ما يقرأونه على صفحات الجواز حيث أنهم يقرأون تاريخ نهاية الجواز ثم يسألونني هل هناك ختم تمديد على الجواز فأريهم صفحة ختم التمديد. هذا يعني أن ما هو مكتوب على الجواز هو ما يُعتد به. فكيف تستطيع الحكومة السعودية أن تلغي الجواز؟
و لو كانت السعودية تستطيع أن تلغي الجواز، لألغت جواز دينا علي أثناء عبورها من الفلبين لتضطر مرغمة على العودة للسعودية بدلا من أن يختطفوها في عملية شكلت فضيحة لهم. و ما ينطبق على دينا علي ينطبق على كل سعودية هاربة تمر في بلدان الترانزيت. و كذلك الفتيات اللاتي يهربن إلى أستراليا لو كانت الحكومة السعودية تستطيع إلغاء الجواز لألغته لكي تضطر الفتاة أن تطلب اللجوء في مطار أسترالي فتعاني من المعاملة القاسية في المحتجز و تجابه خطر الإرجاع.
و لم أسمع عن أي معارض سعودي عانى في التنقل في الخارج بسبب إلغاء جوازه.
و عندما زعمت هديل و هيا العالقتان آنذاك في هونغ كونغ بأن الحكومة السعودية ألغت جوازاتهما، طلبتُ منهما الدليل فرفضتا أن تقدماه لي. لم يكن من الواضح هل إلغاء الجواز تم عبر قيام الحكومة السعودية بتغيير البيانات في نظام كمبيوتري عالمي، أم أن حكومة هونغ كونغ وافقت على طلب رسمي من الحكومة السعودية لاعتبار الجوازات ملغية، أم أن الجوازات تم تخريمها أو الختم عليها بختم إلغاء، أم أن القصة كلها غير صحيحة. نحن نعلم أن موظفي القنصلية السعودية بهونغ كونغ أخذوا جوازاتهما لفترة، فربما ختموا عليها بأنها لاغية. القصة غير واضحة.
كذلك فإن مها و وفاء عندما كانتا عالقتين في جورجيا قالتا بأن جوازاتهما تم إلغاؤها، لكني كنت متابعا لكل ما حدث معهما لحظة بلحظة و لم يكن هناك أي سبب للاعتقاد بأن جوازاتهما تم إلغاؤها فكل ما حدث هو أنهما أخطأتا أثناء طلب التأشيرة الأسترالية فطلبتا التأشيرة الخاطئة فظهر لهم الرد الآلي بأن جوازاتهما غير معترف بها لهذه التأشيرة المحددة (هي تأشيرة خاصة لبلدان لديها اتفاقية خاصة مع أستراليا).
صورة طلب التقديم على التأشيرة الخاطئة:

و قد نفت السفارة السعودية بجورجيا خبر إلغاء جوازات مها و وفاء:


https://www.spa.gov.sa/1915000
https://web.archive.org/web/20190706114 ... sa/1915000